التسامح والتعايش
الدين الإسلامي دين عالمي يركز على الأخلاق الفاضلة والمعاملة الحسنة بين بني البشر ، إذ يعتبر أول دين يهتم ويوجه البشر لتطبيق العدل وينهي عن الظلم والبغضاء والتعصب ، ويدعو إلى احترام حرية الآخرين واحترام الرأي الآخر ، ويرسم المنهج لتحقيق هذه الأخلاقيات والسلوكيات .
في وقتنا الحالي أشد ماتحتاجه مجتمعاتنا وشعوبنا التعايش الإيجابي والتسامح بين جميع الأديان والثقافات والأعراق ، ليسود التعاون والمحبة.
الإسلام يعتبر التسامح شرطا أساسيا لتحقيق السلام في المجتمعات الإنسانية ، لذا نجد أن الله سبحانه وتعالى يوجه خطابه في القرآن الكريم للعقل الإنساني لتربية النفس الإنسانية وتحقيق الذات ، كما يأمر باستخدام أسلوب التنبيه والتوجيه بالتسامح والإحترام والحيادية ، لقوله تعالى ( لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين ).
وللتسامح أنواع منها :
١ - التسامح الديني : يتمثل التسامح الديني في التعايش بين جميع متبعي الأديان السماوية ، وممارسة الشعائر الدينية بحرية وبدون تعصب ديني .
٢ - التسامح العرقي : يتمثل في تقبل الآخر بالرغم من وجود اختلاف في العرق أو اللون من ستى المنابت والأصول .
٣ - التسامح الفكري والثقافي : يتمثل في الإبتعاد عن التعصب للأفكار ، واحترام فكر ومنطق الآخرين ، والتأدب في الحوار والتخاطب .
التسامح السياسي : يتمثل في ضمان الحريات السياسية الجماعية والفردية ، تحقيقا لمبدأ أومنهج الديمقراطية .
فلتحقيق مبادئ التعايش بين الأديان ينبغي وضع عدد من الأهداف التي يرغب الأفراد بتحقيقها للمجتمع ، ومن ثم أن يتم التعاون بين هؤلاء الأفراد من أجل أن يتم تحقيق الأهداف التي تم الإتفاق عليها .
عندما يبدأ الأفراد في البحث في التراث الحضاري فإنه سوف يتم إيجاد بعض الأشياء المشتركة بين الأديان وبالتالي يجب على الأفراد أن يقوموا بتنسيق النقاط المشتركة بين هذه الأديان .
إنه مما ابتلينا به في هذه الأيام على مجتمعاتنا وجود زمرة ممن يقومون باستغلال الأديان في زرع الكراهية بين صفوف المجتمع ، لتحقيق مآربهم الشخصية ، والخاسر في ذلك الناس البسطاء ، الذين يتم جرهم لهذا المستنقع الخطير ، وهم وحدهم من يدفعون الثمن .
فإذا وُجد الإختلاف في المجتمعات البشرية فينبغي أن يكون ذلك من الظواهر الطبيعية ، ولاينبغي لفئة
التغول على فئة أخرى لأن ذلك يُوجد العداوة والبغضاء في المجتمع ، ويثير النعرات الطائفية بين أفرادها ، بل ينبغي أن يكون ذلك الإختلاف سبيلا للتعارف والتواد والتراحم بين أطياف المجتمع الواحد ، والسعي لإيجاد المصالح المشتركة بينهم ، لقوله تعالى ( ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ).